1.4 ما معنى الخطيئة الأصلية وسقوط الإنسان على كل حال؟
على الرغم من أن آدم وحواء [> 1.2] قد أُعطيا جنة بأكملها من قبل الله، فقد أرادوا المزيد. كانت خطيئتهم [> 4.13] مرتكبة بدافع الأنانية، كما هو الحال بالنسبة لمعظم الخطايا. انقلبوا على الله، ثم اختبأوا (تك 3: 8). هذا ما خلق المسافة بين الله والإنسان. هذا هو الوقوع في الخطيئة أو سقوط الإنسان: الطريقة التي جاءت بها الخطيئة إلى العالم.
لقد أعطى الله الإنسان الإرادة الحرة [> 1.34]. لا يمكنك أن تحب شخصًا إلا إذا كانت لديك إرادة حرة. يمكننا أن نختار الله، كما يمكننا أن نرفضه، مما يؤدي إلى الخطيئة. بسبب الخطيئة الأصلية التي ورثناها عن آدم وحواء، نحن البشر لم نعد مثاليين كما قصدنا الله حين خلقنا. من خلال مجيئه إلى الأض، أراد يسوع [> 1.26] تغيير هذا الوضع من خلال وضع سر المعمودية [> 3.36] .
← إقرأ المزيدَ في الكتابِ [أطلبه في اللّغة العربيّة]
تك 3: 8 : فسمعا وقع خطى الرب الإله وهو يتمشى في الجنة عند نسيم النهار، فآختبأ الإنسان وامرأته من وجه الرب الإله فيما بين أشجار الجنة
ماذا كانت حالة الإنسان الأصلية بحسب قصد الله؟
إن الله في خلقه الرجل والمرأة، منحهما مشاركة خاصة في حياته الإلهية، واقامها في القداسة والبرارة. وفي تصميم الله ما كان على الإنسان أن يتألم ويموت. وبالإضافة إلى ذلك كان هناك إنسجام كامل للإنسان في ذاته، وبين الخليقة والخالق، وبين الرجل والمرأة، وبين الزوجين الأولين والخليقة جمعاء. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 72]
هل كان في مشروع الله أن يتألم البشر ويموتوا؟
لا يريد الله أن يتألم البشر ويموتوا. فكرة الله الأساسية للإنسان هي الجنة: حياة دائمة وسلام بين الله والناس ومحيطهم، بين الرجل والمرأة.
نشعر بعض الأحيان، كيف كان يجب على الحياة أن تكون، وكيف كان يجب أن نكون. لكننا نعيش واقعياً في صراع مع ذواتنا، محكومين بالخوف والنزاعات الجامعة وقد خسرنا التناغم الأساسي مع العالم ومع الله. يأتي الكلام في الكتاب المقدس عن إختبار هذا التغرب في رواية "السكوت في الخطيئة". فلأن الخطيئة تسللت إلى الجنة، كان على آدم وحواء، الذين كانا يعيشان فيها في تناغم مع ذاتهما ومع الله، أن يغادراها. ومشقات العمل، والألم، والموت والتجربة المرافقة الخطيئة هي علامات على خسارة الجنة. [يوكات 66]
كيف نفهم حقيقة الخطيئة؟
الخطيئة موجودة في تاريخ الإنسان. وهذه الحقيقة لا تتضح تماماً إلا على نور الوحي الإلهي، وخصوصاً على نور المسيح مخلص الجميع الذي جعل النعمة تطفح حيث كثرت الخطيئة.
[مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 73]
ما هي الخطيئة؟
الخطيئة في نواتها هي رفض لله ورفض لقبول محبته. يظهر ذلك في تجاوز وصاياه.
الخطيئة هي أكثر من تصرف ناقص؛ وهي ليست ضعفاً نفسياً. هي في جوهرها العميق كل رفض لشيء خير أو تخريبه. هي رفض الخير المطلق، ورفض الله. الخطيئة في بعدها الأعمق والأفظع هي إنفصال عن الله، وبالتالي إنفصال عن منبع الحياة. من خلال يسوع وحده نفهم البعد السيّئ للخطيئة: لقد عانى يسوع من رفض الله في جسده. لقد أخذ على عاتقه قوة الخطيئة المميتة حتى لا تصدمنا. المصطلح الذي نستخدمه لهذا هو الفداء.[يوكات 67]
ما هي خطيئة الإنسان الأولى؟
إن الإنسان، عندما جربه الشيطان، قضى في قلبه على الثقة في علاقته بخالقه. عصى الإنسان خالقه متمنياً أن يصير مثل الله ولكن بدون الله، وليس بحسب الله (تكوين ٣: ٥) ففقد آدم وحواء، هما وذريتهما كلها، نعمة القداسة والبرارة الاصليتين. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة ر75]
ما هي الخطيئة الأصلية؟
الخطيئة الأصلية التي فيها يولد جميع البشر هي حالة فقدان القداسة والبرارة الاصليتين. انها خطيئة "انتقلت" إلينا وليست خطيئة ارتكبناها. هي حالة ولادة وليست فعلاً شخصياً. وبسبب وحدات الجنس البشري تنتقل هذه الخطيئة إلى نسل آدم مع الطبيعة البشرية "لا بالإفتداء، بل عن طريق التفشي". ويبقى هذا الإنتقال سراً لا نستطيع ادراكه تماماً. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية76]
ما هي العواقب الأخرى الناتجة من الخطيئة الأصلية؟
جرحت الطبيعة البشرية في قواها الطبيعية من جراء الخطيئة الأصلية، وإن لم تفسد تماماً، وخضعت للجهل والمعاناة، وسيادة الموت ومالت إلى lالخطيئة. وهذا الميل يسمى "شهوة". [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية77]
هل نحن مدفوعون بواسطة الخطيئة الأصلية إلى إرتكاب الخطيئة؟
كلا. لكن الإنسان من خلال الخطيئة الأصلية قد جرح في العمق ويميل إلى إرتكاب الخطيئة. رغم ذلك هو قادر بمعونة الله على فعل الخير
علينا ألا نخطأ في أي حال. لكن في الواقع نخطأ بشكل دائم لأننا ضعفاء، جهلةٌ وخاضعون للإغواء. إن خطيئة ترتكب عن إكراه، ليست خطيئة، لأن القرار الحر شرطٌ دائمٌ لحصول الخطيئة. [يوكات 69]
ما يقوله آباء الكنيسة
لقد خُلق الإنسان على صورة الله ومثاله، لكن الخطيئة شوّهت جمال الصورة بجرّ الروح إلى أسفل، إلى الرّغبات العاطفيّة. الآن، الله الذي خلق الإنسان هو الحياة الحقيقيّة. لذلك، عندما فَقَد الإنسان شبهه بالله، فَقَد أيضًا مشاركته في الحياة الحقيقيّة. منفصلاً ومبعثرًا عن الله كما هو، يستحيل عليه أن يتنعّم بالحياة الإلهية. [القدّيس باسيليوس، الأعمال الزهديّة، الفصل 1، (MG 31, 869)]
ما هي الخطيئة الأصلية؟ ما علاقتنا بسقوط آدم وحواء في الخطيئة؟
الخطيئة بالمعنى الحقيقي هي ذنب يتحمل مسؤليته الشخص الذي ارتكبه. أما كلمة "الخطيئة الأصلية" فلا تعني خطيئة شخصية، بل حل الإنسانية المشؤوم، التي يولد فيها الفرد، وكذلك قبل أن يخطأ بذاته بقرار حر.
في حديثه عن الخطيئة الأصلية، يقول البابا بنديكتوس السادس عشر أنه علينا أن نفهم "اننا نحمل فينا قطرة من سم طريقة التفكير الذي يبينها كتاب التكوين: الإنسان لا يثق بالله، أغوي بكلمات الحية، تراوده الشكوك بأن الله منافس يحد من حريتنا، وبأننا لا نكون بشراً بالمعنى الكامل، إلا إذا حططنا من قدر الله... فالإنسان لا يريد أن يقبل وجوده ولا كمال حياته من الله... وعندما يقوم بذلك، يثق بالكذبة بدل الحقيقة ويلقي هكذا بحياته في الفراغ، في الموت" (بنديكتوس السادس عشر، ٨/ ١٢/ ٢٠٠٥) [يوكات 68]