1.9 هل من المنطقي أن أُؤمِن؟ هل أستطيعُ أن أطرَحَ أسئلة؟
غالبًا ما تُظهرُ الأسئلةُ انَّكَ تُفَكِّرُ بخصوصِ إيمانِك. بطرحِك أسئلة، يُمكِنُكَ أَن تَغوصَ، بعمقٍ أكثَرَ، في حقائقِ إيمانِك. في الوقتِ عينهِ، إنهُ من المفيدِ أن تَتَحَقَّقَ أن هنالكَ أشياءً أكثرَ أهمية: الحقيقة الجوهَرِيّةُ أنَّ الله يُحِبُّنا. [> 1.8].
إنَّ عُمق إيماننا المسيحي لا يُمكِنْ أن يُسبَر إلَّا من خلال تأمُّلِنَا بمحبَّة الله لكلِّ إنسان [> 1.26]. فنَحنُ لا نستطيع أن نَعرِفَ عنهُ إلَّا قَليلًا من خِلال ما هو يَرغَبُ أن نَعرِفَ عَنهُ وما يَرغَبُ بأن يُظهِرَهُ لَنا (وهذا ما نَدعوهُ الوَحي) [> 1.6]. في الوقتِ عَينهِ، يُمكنُ أن تكونَ هنالك أسئلة، لا نستطيعُ أن نجِدَ أجوبة عنها. أحيانًا، الله لا يُمكِنُ أن يحتويَهُ جواب. الله دائمًا أعظم!
لماذا يملِكُ الإنسان هذا التَّوق إلى الله؟
إنَّ الله، في خلقه الإنسان على صورته، قد نقش هو نفسه في قلبه الرغبة في رؤيته. حَتى وإن جهل الإنسان هذه الرغبة فإن الله لا يفتأ يدعو الإنسان إلى التماسه لكي يحيا ويجد فيه كمال الحقيقة والسعادة الذي ما فتئ يسعى إليه. الإنسان بطبيعته وبدعوته هو إذًا كائن متديِّن وقادر على الدَّخولِ بعلاقَةٍ مع الله. وهذه الصلة الوثيقة والحيوية بالله تولي الإنسان كرامته الأساسية. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 2]
لماذا نَبحَث عن الله؟
وضعَ الله في قلبِنا تَوقًا لنبحث عنه ونجده. يقول القديس أغسطينوس: "لقد خَلَقتَنا لكَ يا ربّ، وسيظلّ قلبنا مضطرِبًا حتَّى يرتاح فيك". هذا التَّوق إلى الله نُسَمِّيهِ دينًا.
إنَّهُ لَطبيعيّ أن يبحث الإنسان عن الله. إنَّ توقَهُ الكامل إلى الحقيقة والسعادة هو، في النَّهاية، سعيٌ نحو ما يدفعه ويرضيه ويعتبره بطريقة مطلقة. والكائن البشري لا يكون نفسه بالكامل إلَّا عندما يجد الله. "من يبحث عن الحقيقة، يبحث عن الله، أكانَ ذلك جليًّا له أم لا" (القديسة إديث شتاين). [يوكات 3]
ما يقوله آباء الكنيسة
في المسيحيَّة، نَجِدُ أنَّ هناكَ تَحقيقات كثيرة في مقالاتٍ كُتِبَت عن الإيمان والعقيدة وتَفاسير لأقوالٍ مُظلِمَة في شَكلِهَا الخارِجي، مَذكورَة في كُتُب الأنبياء، أو حَتَّى في الإنجيل، وأشياء أخرى، إمَّا رُوِيَت أو تَمَّ سَنُّها بشَكلٍ رَمزِيّ. [القديس أوريجانوس، الكتاب الأوَّل، الفصل ٩ (MG 11, 672)]