1.34 هل خلقَ اللهُ الشرَّ؟ ما علاقة ذلك بخطايايّ؟
إنَنا عاجزونَ، تمامًا، عن معرفةِ لماذا لا يتدخَّل الله عندما تحدث أمورٌ سيِّئَة [>1.35]. إنّنا نسمّيها "لغز الشرّ" الذي يُناقِض مشيئة حُبِّه. على كلِ حالٍ، نعلمُ، جيداً، أنَّ الشرَّ هو فسادٌ، أو انحرافُ الخيرِ، وهذا لا يتلاءَمُ ومشيئةَ الله. خلقَ اللهُ كلَّ شيءٍ خيرًا. منحنا ارادةً حرّةً، وهكذا، نستطيعُ أن نختارَ فِعلَ ما هو صالَح. الشرُّ ينتُجُ، عندما نُسيءُ استعمالَ الحرّيةِ، لنَرتَكِبَ الخطيئة.
يمكننا اختيار الخير (أي مشيئة الله [>4.6]) كما يمكننا اختيار الشرّ. عندما نأخذ قرارًا خاطئًا، نعلَمُ في عمق ذواتنا أنَّنا لا نفعلٌ صَوابًا: نَقَعُ في الخَطيئة [> 4.13]. لقد بُلِّغنا لُبَّ السببِ الّذي من أجلِهِ قدِمَ يسوعُ إلى العالمِ: كي يخلّصَ الجنسَ البشريَّ من عبءِ الخطيئةِ [>1.26] من خلال موته على الصَّليب ().
روما ٥: ٢٠وقد جاءت الشريعة لتكثر الزلة، ولكن حيث كثرت الخطيئة فاضت النعمة.
ما هي الخطيئة؟
الخطيئة في نواتها هي رفض لله ورفض لقبول محبَّته. يظهر ذلك في تجاوز وصاياه.
ألخطيئة هي أكثر من تصرُّف ناقص؛ وهي ليست ضعفًا نفسيًّا. هي في جوهرها العميق كلّ رفض لشيء خيِّر وتخريبه. هي رفض الخير المطلَق ورفض الله. الخطيئة في بُعدِها الأعمق والأفظع هي انفصال عن الله، وبالتالي انفصال عن منبع الحياة. من خلال يسوع وحده نفهم بُعدَ الخطيئة الذي لا يُسبَر: يسوع قاسى رَفضَ الله في جسدِهِ الخاصّ. أخذ على نفسه سلطة الخطيئة القاتلة لكيلا تدركنا نحن. وكلمة الخلاص تُعَبِّر عن ذلك. [يوكات 67]
إذا كانَ الله كُلِّي القدرة والعظمة، لماذا الشَّرّ موجود؟
عن هذه المسألة الأليمة والغامضة في آنٍ معًا، ما من جواب إلّا في مجمل الإيمان المسيح ي. وليس الله
البتة سبب الشّرّ لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة. إنَّه ينير غموض الشرّ بابنه يسوع المسيح الذي مات وقام لينتصر على الشرّ الأدبيّ الأكبر الذي هو خطيئة البشر، أصل الشرور الأخرى. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 57]
لماذا يسمح الله بحدوث الشرّ؟
إيماننا يجعلنا نؤمن أنَّ الله ما كان يسمح بالشّر لو لم يكن قادرًا على استخراج الخير من الشرّ نفسه. وهذا ما أتمّه الله على وجهٍ رائع في موت المسيح وقيامته. فمن الشرّ الأدبيّ الأعظم، موت ابنه، استخرج أعظم الخيور، تمجيد ابنه وفداءَنا. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 58]
هل المعموديَّة هي الطَّريق الوحيد للخَلاص؟
بالنّسبة إلى الذين تقبَّلوا الإنجيل وسمعوا أنَّ المسيح هو "الطريق والحقّ والحياة" (يوحنا ١٤، ٦)، المعموديَّة هي الطَّريق الوحيد الموصِل إلى الله وإلى الخَلاص. وصحيح أيضًا أنَّ المسيح قد مات عن الجميع. إذًا، كلّ البشر مدعوّون إلى الخلاص، حتَّى أولئِكَ الّذين لم تتوفَّر لهم الفرصة لاكتشاف المسيح والإيمان به حقًّا، لكنَّهم يطلبون الله بقلبٍ صادِقٍ ويحيون حياتهم بموجب ضميرهم (معموديَّة الشَّوق).
لقد ربطَ الله الخلاص بالأسرار. لذلك، على الكنيسة أن تقدِّمَها للبشريَّة من دون ملل؛ وتَوَقُّفِها عن هذه الرِّسالة يعني الخيانة لوصيَّة الله. لكنَّ الله ليس مُقَيَّدًا بأسرارِه. فحيثُ لا تصل الكنيسة أو تُخفِق بسبب خطيئَتِها أو لأسبابٍ أخرى، يفتح الله بنفسه أمام البشر سبيلًا آخر للخلاص بالمسيح. [يوكات 199]
إنَّ الله وفِيٌّ لمشروع الخلاص، حتَّى عندما يقوم الإنسان بدَفعٍ من الشَّرِّ أو من كبريائِهِ بالتَّفريطِ بالحرِّيَّةِ المعطاة له كي يُحِبّ ويبحث عن الخير، ويرفض الطَّاعة لله ربِّهِ وأبيه. [البابا يوحنَّا بولس الثاني، التَّوبة والإعتراف، رقم 10]