1.44 هل نُحاسَبُ على الفورِ بعد موتنا؟
في حياتنا دائمًا لدينا الفرصة لاختيارِ الله ومحبتهِ. بعد موتنا مباشرةً [> 1.43] سيتمّ الحكمُ على كلِّ واحدٍ منا بناءً على ما فعلناهُ أو لم نفعلهُ.
إذا اخترنا الله َخلالَ حياتنا ، فإننا نذهبُ إلى الجنةِ [> 1.45] ، ربما عن طريقِ المطهرِ [> 1.47]. أمّا الشخصُ الذّي رفضَ محبّةَ الله عن عمدٍ خلالَ حياته يختارُ الجحيمَ [> 1.46]. الأشخاصُ الذين يبذلون قصارى جهدهم ليعيشوا كمسيحيينِ ويحبّوا الله [> 3.50] وجيرانهم [> 4.45] لا يحتاجون إلى الخوفِ من الدينونة. يريدُ الله أن يذهبَ الجميعُ إلى الجنّةِ.
هل سنمثُلُ بعد الموت أمام الدينونة؟
الدينونة المسمَّاة خاصّة، أو شخصيّة، تحدث في لحظة موتِ الفرد. أما الدينونة العامّة، التي يسمّيها المرء الأخيرة، فتحدث في يوم الدين، أي في نهاية العالم، عند عودة الربّ.
بالموت يصل كلُّ إنسان إلى نقطة الحقيقة. عندها لا يمكنه أن يُغيّر أو يبدّلَ ما ارتكبَه. الله يرانا كما نحن. ندخل أمام عدله وحكمه الصائب، التي بهما ينطلق بالحقّ ويحقّق الحق. ربما علينا أن نسير في عملية تطهير، ربما بإمكاننا أن نغرق فورًا في يدِ الله. وقد نكون ممتلئين شرًّا وحقدًا ورفضًا كاملًا لكلّ ما يصادفنا، حيث نميل دائمًا وجوهَنا عن المحبّة، عن الله. إن حياةً من دون محبّة ليست بمعنى آخرَ سوى جهنّم. [يوكات 157]
ما هي جهنم؟
جهنم هي حال الانفصال الأبديّ عن الله، وغيابُ المحبّة المطلق.
من يمُت بوعي وإرادة كامِلين في خطيئة مميتة، من دون أن يندم، ويرفُض محبّةَ الله الرحيمة والغافرة دائماً، يُخرِج ذاتَه بذاته من الشكة مع الله والطوباويين. لكن حريّتنا تجعل هذا القرارَ ممكناً. حذّر يسوع تكراراً من أن ننفصلَ عنه نهائياً، بأن نتجاهلَ حاجةَ إخوتِه وأخواته : "إليكم عني أيها الملاعين... فما لم تصنعوه لواحد من هؤلاء الصغار، فلي لم تصنعوه" (متى25 : 41و 45) [يوكات 161]
كيف التوفيق بين وجود جهنّم وصلاح الله غير المتناهي؟
إذا كان الله يريد أن "يُقبل الجميع إلى التوبة" (بطرس الثانية 3 : 9)، إلّا أنّه خلق الإنسان حرّاً ومسؤولاً، وهو يحترم قراراته. فالإنسان نفسه إذن، بكامل وعيه، هو مَن يستبعد نفسه، باختياره، عن الشركة مع الله، إذا أصرّ، حتّى ساعة الموت، على البقاء في الخطيئة المميتة، رافضاً محبّة الله الرحيمة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 213]
ما هي الدينونة الأخيرة؟
الدينونة الأخيرة تقوم في نهاية الأزمنة، لدى عودة المسيح. "الذين عملوا الصالحات يقومون للحياة، والذين عملوا السيّئاتِ يقومون للدينونة" (يوحنا 5 : 29)
عندما يعود المسيح في المجد، سيهبط نورُه كاملًا علينا. ستتجلّى الحقيقةُ علانيّة : أفكارُنا، وأعمالّنا وعلاقتنا بالله والبشر – لا شيءَ يكون مخفيًّا من بعد. سنعرف المعنى الأخيرَ للخليقة، وسندرك طرقَ الله الرائعةَ لخلاصنا، وسيأتينا أخيرًا الجوابُ عن السّؤال : لماذا لا يجوز للشرّ أن يكونَ بهذه القدرة، إذا كان الله حقًّا الأقوى فعليًّا؟ يومُ الدين هو موعدُ دينونةٍ لنا. هنا يتمّ القرار، هل نُقام للحياة الأبديّة أو ننفصل عن الله دائمًا. أولئك الذين اختاروا الحياة، سيعملُ الله فيهم مرّة أخرى بطريقة خلّاقة. سيعيشون دائمًا في مجد الله في "جسد جديد" (2 كور 5) ويمجّجونه بالجسد والنفس. [يوكات 163]
متى ستجري هذه الدينونة؟
تجري هذه الدينونة في نهاية العالم التي يعرف الله وحده يومها وساعتها. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 215]