1.46 ماذا يشبه جهنّم؟
إذا تمكّن شخص ما من اختيار الله بحريّة ، فيجب أن يتمتع أيضًا بإمكانيّة رفضه، وإلّا فلن يكون الخيار مجانيًا [> 1.42]. من يرفض بوعي وبشكل قاطع ونهائيّ الله وحبه ، يختار الجحيم. في الواقع، نحن لا نعرف بالضبط كيف يبدو الجحيم.
نحن نعلم أنه مكان بلا فرح، لأنه لا يوجد سعادة حقيقيّة إلّا مع الله. الجحيم مليء بالألم والمعاناة. والأسوأ من ذلك أنّ الناس هناك وحيدون إلى الأبد، لأن الأنانيّة تسوديستحيلُ وجودُ تناقُض أكبر مع السماء! [> 1.45] لحسن الحظ ، بينما نحن هنا على الأرض، لا يزال أمامنا خيار إظهار الندم عن خطايانا [>3.38] وتلقّي حب الله ومغفرته [>3.39].
كيف التمييز بين الخطايا بحسب جسامتها؟
هناك خطيئة مميتة وخطيئة عرضيّة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 394]
متى تُقتَرف الخطيئة المميتة؟
تُقتَرف الخطيئة المميتة عندما تكون مادّتها ثقيلة، ويكون الوعي كاملاً وبقصد صادر عن رويّة. والخطيئة المميتة تقضي فينا على المحبّة، وتحرمنا النعمة المبرِّرة وتقودنا إلى الموت الأبديّ في جهنّم إذا لم توجد التوبة. وتتمّ المغفرة بسرّي المعموديّة والتوبة أو المصالحة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 395]
كيف يمكنُ التمييز بين الخطايا المميتة والخطايا العرضيّة؟
الخطيئة المميتة تهدم قوّة المحبّة في قلب الإنسان، التي لا سعادة أبديّة من دونها. لذلك تسمّى خطيئة مميتة فهي تقطع العلاقة بالله، فيما الخطايا العرضيّة تقيّد العلاقة به.
الخطيئة المميتة تفصل الإنسان عن الله. ويُشترط في حصولها أن تتعلّق بشيء له قيمة مهمّة، أي أن تتوجّه مثلاً ضدّ الحياة أو حتّى ضدّ الله ذاته (مثلاً القتل، التجديف على الله، الزنى الخ). وأن تكون قد اقتُرفت بملء المعرفة وملء الموافقة. تكون الخطايا عرضيّة عندما تتعلّق بِقيَم ثانويّة، أو تكون خطايا لم تقترف بكامل المعرفة حول مداها أو بدون الموافقة التامّة. مثل هذه الخطايا تجعل العلاقة بالله مضطربة، ولكنّها لا تقطعها. [يوكات 316]
كيف يتحرّر الإنسان من خطيئة مميتة ويستعيد العلاقة بالله؟
إنّ المسيحيّ الكاثوليكيّ، الذي يريد أن يُشفى من المقاطعة مع الله بسبب خطيئة مميتة، عليه أن يتصالح مع الله بواسطة سرّ التوبة. [يوكات 317]
كيف التوفيق بين وجود جهنّم وصلاح الله غير المتناهي؟
إذا كان الله يريد أن "يُقبل الجميع إلى التوبة" (بطرس الثانية 3 : 9)، إلّا أنّه خلق الإنسان حرّاً ومسؤولاً، وهو يحترم قراراته. فالإنسان نفسه إذن، بكامل وعيه، هو مَن يستبعد نفسه، باختياره، عن الشركة مع الله، إذا أصرّ، حتّى ساعة الموت، على البقاء في الخطيئة المميتة، رافضاً محبّة الله الرحيمة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 213]
ما هي جهنم؟
جهنم هي حال الانفصال الأبديّ عن الله، وغيابُ المحبّة المطلق.
من يمُت بوعي وإرادة كامِلين في خطيئة مميتة، من دون أن يندم، ويرفُض محبّةَ الله الرحيمة والغافرة دائماً، يُخرِج ذاتَه بذاته من الشكة مع الله والطوباويين. لكن حريّتنا تجعل هذا القرارَ ممكناً. حذّر يسوع تكراراً من أن ننفصلَ عنه نهائياً، بأن نتجاهلَ حاجةَ إخوتِه وأخواته : "إليكم عني أيها الملاعين... فما لم تصنعوه لواحد من هؤلاء الصغار، فلي لم تصنعوه" (متى25 : 41و 45) [يوكات 161]
اذا كان الله حقاً محبّة، فكيف يمكن أن يكون وجودٌ لجهنم؟
ليس اللهُ من يحكم على الإنسان. الإنسان نفسُه، يرفض محبّةَ الله الرحيمة، ويرفض الحياةَ (الأبديّة) بمحض اختياره بأن يُخرج ذاتَه عن الشركة مع الله. [يوكات 162]
هنالكَ نوعٌ واحدٌ من النار في الجحيم، لكنه لا يعذّب كل الخطأة بنفس الطريقة، لأن كلًّ واحدٍ يشعر بعذابه حسب درجة ذنبه ... فكما أنّ أفراح السماء لن تتوقف أبدًا، كذلك عذاب الهالكين لن يكون له نهاية. [القديس غريغوريوس الكبير، حوارات، الكتاب 4: 43 (ML 77, 401)]