1.45 يا إلهي! بحقّ السماء كيف ستكون الحيا ة الأبدية؟
لا أحد هنا على وجه الأرض يعرف تمامًا كيف تبدو السماء (1 كو 2: 9). ما نعرفه هو أن الجنّة هي "المكان" الذي يعيش فيه الله. احتفظ يسوع بمكان في السماء لكل إنسان [>1.26].
السماء مليئة بالحياة والنور والسلام. سنكون قادرين على رؤية الله إلى الأبد: هذا هو ملء طريقنا معه هنا على الأرض. سنلتقي أيضًا بجميع الأشخاص الذين سبقونا إلى السماء [>4.15]
1 كو 2: 9 "لا عينٌ رأت، ولا أذن سمِعت، ولا قلب الإنسانِ تخّيَّل ما أعدَّه الله لِلذين يحبونه"
ماذا خلق الله؟
يقول الكتاب المقدّس : "في البدء خلق الله السماء والأرض" (تكوين 1 : 1). والكنيسة في اعترافها بالإيمان تعلن أنّ الله خالق كل ما يُرى، جميع الكائنات الروحيّة والماديّة أيّ الملائكة والهالم المرئيّ، وعلى الخصوص الإنسان. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 59]
ما هي السماء؟
السماء هي المُقام الإلهي، مسكن الملائكة والقديسين وهدف الخليقة. بكلمتَي "سماء وأرض" نَصِفُ كليّة الواقع المخلوق.
السماءُ ليست مكاناً في الآخرة. إنها حالٌ في الآخرة. السماء هي هناك، حيث تتمُّ ارادةُ الله من دون أي مقاومة. وتكون السماء عندما تكونُ الحياةُ في أعلى الكثافة والطوباويّة – حياة، لا يجد المرءُ مثلَها على الأرض. عندما نبلغ السماءَ يوماً بمعونة الله، ينتظرنا، "ما لم تره عين ولا سمعت به أذن، ولا خطر على قلب بشر : ذلك ما أعدّه الله للذين يحبّونه" (1 كورنتس 2 : 9) [يوكات 52]
السماءُ هي لحظةُ الحبّ التي لا نهاية لها. لا شيءَ يفصلنا عن الله أبداً، الذي تحبُّه نفسنا والتي بحثت عنه طيلة الحياة. معاً مع الملائكة والقديسين يُتاح لنا أن نفرح دائماً بالله ومع الله.
إن سبق وراقبتَ حبيبين ينظر الواحد منهما إلى الآخر بحب كامل أو رأيت طفلاً رضيعاً ينظر في عيون أمهِ كأنه يريد أن يحفظ كل بسمة الى الأبد، عندها تصل على لمحة بصر من السماء. أما أن تجوز لنا رؤية الله وجهاً لوجه، فهذه لمحة بصر فريدة لا تنتهي عن الحبّ. [يوكات 158]
أولئك الذين فعلوا الخير سيشرقون كالشمس مع الملائكة في الحياة الأبدية، مع ربنا يسوع المسيح، سوف يوينه في كل حين ويبقون بجانبه ويستمدّون منه الفرح الدائم، ويمدحونه مع أبيه وروحه القدّوس إلى أبد الآبدين. [القدّيس يوحنّا الدمشقي، المئة مقالة في الإيمان الأورثوذكسيّ، الكتاب 4، الفصل 27، (MG 94, 1228)]