4.15 ما هو القديس؟
عاش بعض المسيحيين بطريقة خاصة جعلت من التقوا بهم يتكون لديهم انطباع بأنهم كانوا يلتقون بيسوع نفسه [> 4.7] إذا جاز التعبير. "فضيلتهم البطولية" لم تكن بشكل أساسي في ما قالوه أو فعلوه ، ولكن في أسلوب حياتهم [> 4.8].
يبدو الأمر كما لو أنهم كانوا دائمًا على صلة بيسوع في كل ما فعلوه. بهذه الطريقة سمحوا للروح القدس [> 1.31] بمساعدتهم على العيش كمسيحيين صالحين في الإيمان والرجاء والمحبة [> 1.32]. لقد أصبحوا مثالًا لجميع المسيحيين الآخرين ، ويطلق عليهم اسم "القديس".
ماذا تعني "شركة القديسين"؟
ينتمي إلى "شركة القديسين" جميعُ البشر، الذين وضعوا رجاءَهم في المسيح وينتمون إليه بالمعموديّة، أكانوا في الأساس أمواتاً أم لا يزالون أحياء. لأننا جسدٌ واحدٌ في المسيح، نعيش في شركة شاملة سماءً وأرضًا.
الكنيسة أكبر وأكثر حيويّة مما نفكّر. ينتمي إليها الأحياء والأموات، أكانوا لا يزالون في عملية تطهير، أم بلغوا إلى مجد الله، أكانوا معروفين أم غير معروفين، قديسين عظماءَ أم أناساً وضعاء. يمكننا أن نعضد بعضُنا البعض بعد الموت. يمكننا أن ننادي بأسماء شفعاءنا وقديسينا المحببين، وأيضًا أقرباءنا الأموات، الذين نؤمن بأنّهم بلغوا إلى الله. بالمقبل يمكننا بواسطة الصلاة أن نساعدَ أمواتَنا الذين يعبرون المطهر. ما يفعله الفرد في المسيح ومن أجل المسيح، يعود بالخير على الجميع. في المقابل يعني ذلك للأسف أنّ كلّ خطيئة تضرّ الجماعة. [يوكات 146]
هل يُفترض أن نكونَ جميعُنا قدّيسين؟
نعم، معنى حياتنا أن نتّحد مع الله بالمحبّة وأن نطابق تمامًا مشيئتُه. علَينا أن نسمح لله "أن يحيا حياته فينا" (الأم تيريزا). وهذا يعني أن نكونَ قدّيسين.
يتساءل كلّ إنسان : من أنا، ولمَ أنا هنا، وكيف أستطيعُ أن ألاقيَ ذاتي؟ ويجيبُ الإيمان : إنّه في ← القداسة يبلغ الإنسان فعلًا إلى ما خلقه الله لأجله. وفي القداسة يجدُ الإنسان فعلًا التناغمَ الحقيقيَّ مع نفسِه ومع خالقه. ولكن ليستِ القداسةُ من عمل الإنسان نفسِه، بل هي اتحادٌ بالمحبّة المتجسّدة التي هي المسيح. فمن يربح حياةً جديدة كهذه يجد نفسَه قدّيسًا. [يوكات 342]
عبّر القدّيسون بطرق مختلفة عن الحضور القويّ والمحوِّل للقائم من بين الأموات. لقد تركوا يسوع يغمر حياتهم تمامًا لدرجة أنّهم استطاعوا أن يقولوا مع القدّيس بولس: "فما أنا أحْيا بعد ذلك، بل المسيحُ يحْيا فيّ" (غل 2 : 20). الإقتداء بمثالهم وطلب شفاعتهم والدخول في شركة معهم يقرّبنا من المسيح، لذا فإنّ رفقتنا مع القدّيسين تضمّنا في المسيح، فهم المصدر والرؤساء الذين تنطلق من خلالهم كلّ نعمة وحياة شعب الله بالذات. [البابا بنديكتوس السادس عشر، مقابلة عامّة، ١٣ نيسان ٢٠١١]