All Questions
prev
Previous:3.32 ماذا يحدثُ خلال صلواتِ عشيّةِ عيدِ الفصح؟
next
Next:3.34 متى نحتفلُ بعيديّ الصعودِ والعنصرة؟

3.33 ما مدى أهمية عيد الفصح؟ ما هي "البركة البابوية" “Urbi et Orbi”؟

الأعياد الكبرى في الكنيسة

.نحتفل خلال عيد الفصح بأهم حدث في الإيمان المسيحي. ما نحتفل به خلال فترة عيد الفصح هو جوهر هويتنا كمسيحيين: لم يولد يسوع فقط ليخبرنا عن الله، ولكنه كان أيضًا على استعداد لبذل ذاته والموت من أجلنا 

نحتفل في عيد الفصح بقيامة يسوع من بين الأموات وبقيامته سمح لنا أن نعيش إلى الأبد مع الله في السماء. في صباح يوم عيد الفصح (كما في عيد الميلاد)، يبارك البابا مدينة روما والعالم من شرفة القديس بطرس. زمن الفصح (فترة عيد الفصح) [> 3.34] يستمر خمسين يومًا (حتى عيد العنصرة).

←  إقرأ المزيدَ في الكتابِ [أطلبه في اللّغة العربيّة]
 

موتُ يسوع وقيامتُه هما مركزُ ايمانِنا وخلاصِنا. يوم الفصح يباركُ البابا مدينة روما والعالم.
The Wisdom of the Church

ما هو عمل المسيح في الليترجيّا؟

في الليترجيّا يعبِّر المسيح خصوصًا عن السرّ الفصحيّ ويحقّقه. وبإعطائه الروح القدس للرسل أعطاهم، هم وخلفاءَهم،  سلطان تحقيق عمل الخلاص بالذبيحة الإفخارستيّة وبالأسرار، حيث يفعل هو نفسه لينيل نعمتَه للمؤمنين من جميع الأزمان وفي العالم كلّه. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 222]

ما هو جوهرُ كلِّ ليتورجيا؟

أنّ الاحتفالَ الإفخارستيّ، وكلّ احتفال ليتورجي، هو عيدُ فصحٍ مصغَّر. فيسوعُ يحتفلُ معنا بانتقاله من الموت إلى الحياة، ويكشفه أمامَنا.

إنّ أهمّ حدثٍ ليتورجيّ على الأرض هو ليتورجيا الفصح، التي احتفا بها يسوعُ مع تلاميذه في أثناء العشاءِ السريّ عشيّة موته. فالرسلُ كانوا يظنّونَ أنّ يسوعَ يريد أن يحتفلَ بتحرير إسرائيلَ من مصر. لكنه احتفلَ بتحرير البشريّةِ جمعاءَ من سطوةِ الموت. ففي مصرَ قديمًا، حمى "دمُ الحمَل" الإسرائيليّين من ملاك الموت. أمّا الآن، فيسوعُ نفسُه صارَ الحمل، دمُه يخلّص البشريّة من الموت. وبالتالي، فموتُ يسوعَ وقيامتُه هما البرهانُ على أنّه بإمكاننا أن ننالَ الحياة، رغم خضوعِنا لسلطان الموت. هذا هو المضمونُ الحقُّ لكلِّ ليتورجيا مسيحيّة. ويسوعُ نفسه شبَّه موتّه وقيامتَه بتحريرِ إسرائيلَ من عبوديّةِ مصرَ. وهكذا، بعبارة "سرّ الفصح"، صرنا ندلُّ على الفعاليّة الخلاصيّة لموتِ يسوعَ وقيامتِه. وتيمُّنًا بدم الحمَل المخلّص لدى خروجِ الإسرائيليّين من مصر (خر 12)، صار يسوعُ الحملَ الفصحيَّ الحقّ، الذي حرّر البشريّةَ من قبضة الموتِ والخطيئة. [يوكات 171]

 

ما هي "العلامات" التي تثبت قيامة المسيح؟

ما عدا العلامة الجوهريّة التي هي القبر الخالي، تثبّت قيامةَ يسوع النساءُ اللواتي كنّ أوّل مَن لاقاه وبشّر به الرسل. "وتراءى يسوع من بعد لكيفا (بطرس)، ثمّ للاثني عشر. ثمّ تراءى لأكثر من خمس مئة أخ معًا" (كورنثس الأولى 15 : 5-6) ولآخرين أيضًا. لم يكن في استطاعة الرسل اختلاق القيامة لأنّها كانت تبدو لهم مستحيلة. فيسوع قد لامهم أيضًا على عدم إيمانهم. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 127]

لماذا قيامة يسوع هي أيضًا حدث سام؟

إنّ القيامة، على كونها حدثًا تاريخيًّا في الإمكان ملاحظته، وحدثًا تثبّته العلامات والشهادات،  فهي، بكونها مدخل ناسوت المسيح في مجد الله، متعالية على التاريخ بمثابة سرّ الإيمان. ولهذا السبب لم يتراء المسيح القائم للعالم، بل لتلاميذه، وجعلهم شهوده أمام الشعب. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 128]

 

كيف توصّل التّلاميذُ إلى أن يؤمنوا بأنّ المسيحَ قام؟

أنّ التلاميذَ، بعد ما فقدوا كلَّ رجاء، بلغوا إلى الإيمان بقيامةِ يسوع، لأنهم رأَوه بعد موته بطرقٍ شتى، وتكلّموا معه واختبَروه كحيٍّ.

 

إنّ أحداثَ القيامة، التي جرت حوالي السنة ثلاثين في أورشليم، ليست روايةً مختلقة. تحت تأثير موتِ يسوع وتأثرِ قضيّتِهم المشتركة، هربَ التلاميذ ("كنّا نرجو، أنّه هو الذي سيفتدي إسرائيل"، لوقا 24 : 21) أو تحصّنوا خلفَ أبوابٍ موصدة. وحدَه اللقاءُ مع المسيحِ القائمِ، حرّرَهم من جمودِهم وملأهم إيمانًا متحمّسًا بيسوعَ المسيحَ، ربِّ الحياة والموت. [يوكات 105]

 

هل من برهانٍ على قيامة يسوع؟

لا براهين على قيامة يسوع بالمعنى العلميّ الطبيعيّ. لكن تُحفَظُ شهاداتٌ جماعيّةٌ وفرديّة قويّة جدًّا من خلال عدد كبير من معاصري الحوادث التي جرت في أورشليم.


أقدمُ شهادة خطيّة على القيامة هي رسالة كتبها القديس بولس حوالي عشرين سنة بعد موت المسيح إلى الكورنثيين : "سلّمت إليكم قبل كلّ شيء ما تسلّمته أنا أيضًا، وهو أن المسيحَ مات من أجل خطايانا كما وردَ في الكتب، وأنه قُبرَ وقام في اليوم الثالث كما وردَ في الكتب، وأنه تراءى لبطرس، فالاثني عشر، ثم تراءى لأكثر من خمسِمئة أخٍ معًا لا يزال معظمُهم حيًّا وبعضُهم مات" (1 كورنتس 15 : 3-6). يروي بولسُ هنا عن تقليدٍ حيّ، وَجده في الجماعة الأولى، بعدما صار هو نفسُه مسيحيًا سنتين أو ثلاثة بعد موت يسوع وقيامته، على أساس لقائه الشّخصيّ المذهل مع الربِّ القائم. وكعلامة أولى على حقيقة القيامة أدركَ التلاميذُ القبرَ الفارغ (لوقا 24 : 5-6). ومن المدهش أن نساءً اكتشفن ذلك، كنّ بحسب شرع ذلك الزمان قاصراتٍ عن الشهادة. مع أنّه قيل قبلًا عند القبر الفارغ عن ← الرسول يوحنا، إنّه "رأى وآمن" (يوحنّا 20 : 8)، تعزّز اليقينُ بأنّ يسوع حيّ، بداية من خلال عدد كبيرٍ من الظهورات. العددُ الكبير من اللقاءات بالقائم انتهت بصعودِ المسيح إلى السماء. بعد ذلك، حصلت وتحصل حتّى اليوم لقاءاتٌ مع الربّ الحيّ : يسوع المسيح حيّ. [يوكات 106]

This is what the Popes say

يتكلّم الشّهود اليوم : ليس فقط الأوائل، شهود العيان، ولكن أيضًا أولئك الذين تعلّموا منهم رسالة عيد الفصح ونشروا الشّهادة عن المسيح المصلوب والقائم من جيل إلى جيل. سَفَك البعض منهم دماءه في سبيل هذه الشّهادة، وبفضلهم استمرَّت الكنيسة في طريقها، حتَّى وسط اضطهادات قاسية ورفض عنيد ... معترفةً بموته وقيامته في معسكرات الإعتقال وسجون جولاج، تحت التّهديد بالقنابل والبنادق، في ظلّ الرّعب الذي أطلقته الكراهيَّة العمياء التي اجتاحت بشكلٍ مأساويّ أفرادًا وأممًا بأكملها. اليوم يأتون من الضِّيقة الشديدة ويرنّمون مجد المسيح : فيه، من بين ظلال الموت، تتجلّى الحياة. [البابا يوحنَّا بولس الثاني  Urbi et Orbi، فصح سنة 1998، رقم  2