1.24 لماذا تاهَ الشَعبُ العبراني في الصحراءِ طوالَ أربعينَ سنة؟
T
أسلافُ الأمّةِ التي سميتِ فيما بعدَ بإسرائيلَ ذهبوا إلى مصرَ في زمنِ المجاعةِ. تمَّ اضطهادُهم فيما بعدُ كعبيدٍ من قبلِ فرعونَ مصرَ. اختارَ الله موسى ليحرّرَ شعبهُ ويقودهم إلى حياةٍ أفضلَ في الأرضِ التي وعدَ بها أسلافهم قبل قرونٍ [> 1.27].
لم يرغب الفرعونُ في تركِ بني إسرائيلَ ، لذلك أرسلَ الله له المصائبَ. ثم سُمحَ للناسِ بالمغادرةِ وسافروا عبرَ الصحراءِ. لأنَّ الإسرائيليين فشلوا في طاعةِ الله ولم يطيعوا وصاياهُ [> 4.9] ، عوقبوا مع 40 سنة من الضلال قبل وصولهم إلى أرض الميعادِ.
كيف كشف الله عن ذاته في العهد القديم ؟
أظهر الله ذاته في ← العهد القديم إلهاً خلق العالم عن محبّة ويبقى أميناً للبشر، حتى ولو ابتعدوا عنه بالخطيئة.
أعلن اللهُ عن ذاتِه في التاريخ: أبرم مع نوح عهداً لانقاذ كلَّ كائن حيّ. دعا إبراهيمَ ليجعلَه ” أباً لأمم كثيرة ” (تكوين17 : 5) وبه يُباركُ ” جميع عشائر الأرض” (تكوين12 : 3). وشعب إسرائيل الذي انحدر من إبراهيم صار ملكَه الخاص. ولموسى قدّم ذاته باسمه. إسمه العجيب ← يهوه، الذي يعني ” أنا هو ” (خروج3 : 14). حرّر إسرائيل من عبوديّة مصر، وقطع معَهُ في سيناء عهداً وأعطاه الشريعة من خلال موسى. دوماً ومجدّداً، يرسلُ الله إلى شعبه أنبياءَ يدعونه إلى التوبة، وتجديد العهد والأنبياء يعلنون أنّ الله سيبرم عهداً جديداً وأبديّاً، يُحدث تجديداً جذريّاً وخَلاصاً نهائيّاً. هذا العهد سيكون مُتاحاً لجميع البشر. [يوكات 8]
تستغرق رحلة الشعب اليهودي من مصر إلى أرض الميعاد أربعين عامًا، وهي فترة زمنيّة مناسبة لاختبار أمانة الله. "واذكر كل الطريق التي سيرك فيها الرب إلهك في البرية هذه السنين الأربعين... ثوبك لم يبل عليك، ورجلك لم تتورم في هذه السنين الأربعين"، كما يقول موسى في سفر التثنية في نهاية هجرة الأربعين سنة (8: 2،4) [البابا بنديكتوس السادس عشر، مقابلة عامة، 22 شباط 2012]