2.29 ما هي الولادة الرّوحيّة الجديدة خلال القرون الوسطى؟
في العصور الوسطى، أراد أناس كثيرون ، مُكَرَّسونَ وعِلمانيّون مؤمنون [>3.42] أن يتعلّموا أكثر في ما يخصّ كُلّ ما يتعلّق بيسوع، وأن يحاكوه بطريقةٍ أكثر قربًا إليه في حياتهم اليوميّة [>4.4]. في القرنين الثاني والثالث عشر أُنشِئَت أديارٌ عِدَّة وتأسَّست رهبانيّات [>2.25] كثيرة، كالسيسترسيان والفرنسيسكان والدومينيكان [>2.9].
في القرن الثالث عشر، صارَ هناك تجدّدٌ في دراسة الإيمان، طَريقَةُ بَحثٍ عُرِفَت بالسكولاستيكية (Scholasticism). في هذه البيئة الفكريّة تأسَّست أولى الجامعات. تأسَّسَت أيضًا جَماعات عِلمانيَّة لأناسٍ أرادوا أن يَعيشوا حياةَ صَلاةٍ وتَقوى "لَيسَت من هذا العالم" حتَّى وهُم يَعيشون يوميًّا "في قلب هذا العالم".
في كل جيل، يولد قِدّيسون ويجلبون إبداع التَّجديد الذي يرافق تاريخَ الكَنيسَةِ باستِمرارٍ، في وَسَطِ الأحزان وكُلِّ السلبياتِ التي تواجهها في مَسيرَتِها. نَشهَدُ أيضًا وفِعلًا، قرنًا بعد قرنٍ، على ولادة قوى الإصلاح والتجديد، لأن حداثة الله لا تنضَبُ أبَدًا وتُوَفِّرُ زادَ قوَّةٍ جَديدةٍ للمضِيّ قُدُمًا. هذا ما شَهِدَهُ القرن الثالث عشر مع ولادة رّهبانيّات التسوّل وتطوّرها الإستثنائي: هي نموذج مهمّ للتجديد في عصرٍ تاريخي جديد. [البابا بنديكتوس السادس عشر، مقابلة عامَّة في ١٣ كانون الثاني ٢٠١٠]