2.32 ما هي محاكم التفتيش الإسبانيّة؟
خلال العصور الوسطى، أنشأ الملك الإسباني مَحاكم التفتيش الإسبانيّة كي يحافظ على طهارة الإيمان الكاثوليكي [>2.13]. على الرغم من أن الملك قد حصلَ في البدء على مساندةِ البابا سكستوس الرابع في مشروعه هذا، إلاّ أن هذا البابا نفسه احتجَّ بعد سنتين، مُدينًا الأساليب المسيئة والطَّمَع والسّعي إلى الثورة، أي ما كان يُحَرِّك العاملين في هذه المحاكم.
الأشخاص الذين عملوا بإسم محاكم التفتيشِ ارتكبوا جرائم رهيبةً في قضايا كثيرةٍ ضدَّ أتباعهم باسم الكنيسة. غالبًا ما يُقال إنّ محاكم التفتيش قتلت الملايين من البشر، لكن الباحثين حديثًا يتكلّمون على مئات أو آلاف القتلى كإحصاءٍ أكثر دقّة. أخطاءٌ كهذه لا يمكن أن تُعذَر أبدًا. وهذا لا يَمُتُّ بأيَّةِ صِلَةٍ إلى علاقَة البشر ببعضهم البعض التَّي أسَّسها يسوع وأرادَ بناءَها على أسس الحبّ والسّلام والعدالَة! في عام 2000، طلبَ البابا يوحنّا بولس الثاني [>2.50] بوضوحٍ المغفرة عن جميع تلك الخطايا.
لَقَد تَمَّ إلغاء مؤسسة محاكم التَّفتيش. لا يمكن لأبناء الكنيسة إلّا أن يعودوا بروح التوبة عَن الرّضوخ وعَدَم التَّسامُح وَاستخدام العنف في خدمة الحقيقة، خاصَّةً في قرونٍ مُعَيَّنَة. من الواضح أنَّ روح التوبة هذه تستلزم عزمًا قويًا لِلَبحث في المستقبل عن طُرُقٍ تتماشى مع الإنجيل من أجل الشهادة للحقيقة. [البابا يوحنّا بولس الثاني، رسالة للكاردينال ايتشيغاراي، ١٥ حزيران ٢٠٠٤]