2.25 كيف بدأت الحياة الرّهبانيّة؟
منذ بدايةِ الكنيسة، كان هنالك نساءٌ ورجالٌ أرادوا أن يتبعوا يسوع عن قربٍ بقدْرِ الإمكان، وأن ينسحبوا إلى حياةِ صَلاةٍ وتَقَشُّفٍ وتَبَتُّلٍ (عزوبيّة) وخِدمَةٍ للقريب. مَعَ نِهايَةِ [>2.20] اضطهادِ المسيحيّين والإستشهادِ [>2.19] في سبيل الإيمان، تساءَلَ المسيحيّون كيف يتبعون يسوع بصورةٍ كاملةٍ دون أن يموتوا جسديًّا من أجله كشهداء.
انسحب نساءٌ ورجالٌ إلى العزلة في الصحراء (مصر وسوريَّا في يومنا هذا) حَيثُ قَصدوا العَيشَ وحدهم والتركيز على الله وحدَه. حوالي سنة 325، بدأ مُتَقَشِّفون يعيشونَ في جماعةٍ مع نسّاكٍ آخرين ووَعدوا رئيسَ الجَماعَةِ بالطاعةِ له وللإنجيل. هكذا كانت نشأة الحياةِ الرُّهبانيّة. أخيرًا، بدأتْ جماعات رهبانيَّة نسائيَّة ورجاليَّة [>2.9] تنشأ. بالإضافَةِ إلى حياةِ التَّقَشُّفِ والصَّلاة، كَرَّسَ أفرادُ هذه الجماعاتِ وقتَهُم لدراسَةِ الطُّبِّ والهندسَةِ الزَّراعيَّة ونَسخِ وتَدوينِ الكُتُب والمخطوطات.
استَعمَلَ واضِعو قَوانين الحياةِ الرُّهبانيَّة كتابات القديس باسيليوس والقديس بنديكتوس الّذي كانَ يعتبر القدّيس باسيليوس مُعَلِّمًا له في إنشاء هذه القوانين... لذلك، تُعتَبَرُ الرَّكيزَةُ الأساسيَّة لحياةِ الكَنيسة، أي الرُّهبانيَّة، من تأسيس القديس باسيليوس. مُساهَمَتُه كانَت حاسمة جِدًّا في تحديد طبيعة الحياة الرهبانية وهويّتها. [البابا يوحنَّا بولس الثاني، آباء الكنيسة، المقطع ٢]