4.17 كيفَ يمكن لأحد أن يصير قديساً؟
القدِّيسون هم أناس منفتحون على الله بطريقة خاصة [> 4.16] خلال حياتهم. لأن الكنيسة أعلنتهم قدِّيسين (قدّستهم) بعد موتهم ، يتضح للجميع أنهم في الجنة ويصلون من أجلنا هناك. هم مثال لجميع المؤمنين.
وضعت الكنيسة إجراءً خاصًا للتقديس. بعد وفاة شخص ما، يجب أولاً إعلانه "خادم الله" ، ثم "مكرّمًا" ، ثم "طوباويًأ" ، وأخيرًا "قدِّيسًا". يمكن لأي شخص أن يصبح مقدَّساً بالعيش في علاقة وثيقة مع يسوع [> 4.4] ، على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن جميع هؤلاء الأشخاص رسميًا كقدِّيسين.
ماذا تعني "شركة القديسين"؟
ينتمي إلى "شركة القديسين" جميعُ البشر، الذين وضعوا رجاءَهم في المسيح وينتمون إليه بالمعموديّة، أكانوا في الأساس أمواتاً أم لا يزالون أحياء. لأننا جسدٌ واحدٌ في المسيح، نعيش في شركة شاملة سماءً وأرضًا.
الكنيسة أكبر وأكثر حيويّة مما نفكّر. ينتمي إليها الأحياء والأموات، أكانوا لا يزالون في عملية تطهير، أم بلغوا إلى مجد الله، أكانوا معروفين أم غير معروفين، قديسين عظماءَ أم أناساً وضعاء. يمكننا أن نعضد بعضُنا البعض بعد الموت. يمكننا أن ننادي بأسماء شفعاءنا وقديسينا المحببين، وأيضًا أقرباءنا الأموات، الذين نؤمن بأنّهم بلغوا إلى الله. بالمقبل يمكننا بواسطة الصلاة أن نساعدَ أمواتَنا الذين يعبرون المطهر. ما يفعله الفرد في المسيح ومن أجل المسيح، يعود بالخير على الجميع. في المقابل يعني ذلك للأسف أنّ كلّ خطيئة تضرّ الجماعة. [يوكات 146]
هل يُفترض أن نكونَ جميعُنا قدّيسين؟
نعم، معنى حياتنا أن نتّحد مع الله بالمحبّة وأن نطابق تمامًا مشيئتُه. علَينا أن نسمح لله "أن يحيا حياته فينا" (الأم تيريزا). وهذا يعني أن نكونَ قدّيسين.
يتساءل كلّ إنسان : من أنا، ولمَ أنا هنا، وكيف أستطيعُ أن ألاقيَ ذاتي؟ ويجيبُ الإيمان : إنّه في ← القداسة يبلغ الإنسان فعلًا إلى ما خلقه الله لأجله. وفي القداسة يجدُ الإنسان فعلًا التناغمَ الحقيقيَّ مع نفسِه ومع خالقه. ولكن ليستِ القداسةُ من عمل الإنسان نفسِه، بل هي اتحادٌ بالمحبّة المتجسّدة التي هي المسيح. فمن يربح حياةً جديدة كهذه يجد نفسَه قدّيسًا. [يوكات 342]
يا أعزائي الشباب، الكنيسة في حاجة إلى شهودٍ أصيلين للبُشرى الجديدة : رجالاً ونساءً غيَّر لقاؤهم بالمسيح حياتهم، رجالاً ونساءً أهلاً لحمل خبرتهم هذه إلى السوى. فالكنيسة في حاجة إلى قدّيسين، فكلّنا مدعوّون إلى القداسة. والقديسون وحدهم بإمكانهم تجديد البشرية. كثيرون سبقونا على طريق البطولة الإنجيليّة هذه، وأنا أحضُّكُم على اللجوء غالباً إلى شفاعتهم. [البابا يوحنّا بولس الثّاني، رسالة بمناسبة الأيام العالمية العشرين للشبيبة – 2005، رقم 7]