All Questions
prev
Previous:2.13 كيف يُمكنني التأكّد أنَّ الكنيسة تقول الحقيقة؟
next
Next:2.15 من هم الرُّسُل؟ من هم خُلَفاؤُهُم؟

2.14 هل أستطيع أن أكون مسيحيًّا صالحًا دون الكنيسة؟

نشأة الكنيسة

عرفَ يسوعُ جَيِّدًا أنّ دَعوَةَ الحياةِ المَسيحيَّةِ لَيسَت أمرًا سَهلًا. لِذلكَ، أنشأ يسوعُ الكنيسة بحيث يمكن أن يَحيا كُلُّ من يؤمِن بِهِ مَعًا كَجَماعَة واحِدَة [> 2.11]. عبر هذه الجَماعَة، يَتَلَقَّى المؤمن قوّة يسوع من خِلال نَيلِهِ الأسرار المقدّسة [> 3.35] والعَيش بِحَسَبِ التفسير الصحيح لكلمته [>4.7].

 

أَحَبَّنا يَسوعُ حَقًّا لِدَرَجَةِ أنَّهُ كانَ مُستَعِدًّا لأن يَبذُلَ حياتَهُ [> 1.26] من أجلِنَا كَكَنيسَة. وبما أنَّ الكنيسة تُمَثِّلُ يسوع، فكلّ مَن يَنبذ الكنيسة ينبُذ يسوعَ أيضًا. هذا لا يَنطَبِقُ على الإنسانِ الَّذي لا يَعلَمُ ماهِيَّةَ الكَنيسَة ومَن لم تَصِلهُ بِشارَتُها، عَن غَيرِ قَصدِ، وهذا لا يَعني أنَّهُ خاسرٌ تِلقائِيًّا للحياةِ الأبديَّة وأنَّ لا مستقبل له مع الرب [> 1.44]. هذا يُظهر مدى أَهمية الكنيسة، فَهِيَ نوعٌ من الطريق العامّ السريع إلى السماء حَيثُ يَجِدُ البَشَرُ أجمعين طريقهم عبر الحياةِ إلى نهايةٍ مناسبةٍ في الله. هذه النِّهايَة هي رَغبَةٌ للبشريَّة جمعاء!

يسوع أسّس الكنيسة كطريقٍ موثوقٍ إلى الله، مع كلِّ ما نحتاجه كي نبلغَ مصيرنا النهائي في السماء.
The Wisdom of the Church

ما مَعنى أنَّ الكنيسة "مُقَدَّسَة"؟

الكنيسة مقدسة لأنَّ الله القدوس منشؤها. والمسيح بذل نفسه لأجلها ليقدّسها ويجعلها مقدَّسة. والروح القدس يحييها بالمحبة، وفيها يوجد ملء وسائل الخلاص. القداسة هي دعوة كل واحد من أعضائها وغاية كل عمل من أعماله. والكنيسة تضم في حضنها مريم البتول وعددًا لا يُحصى من القدّيسين الّذين هم أمثلة لها وشفعاء. وقداسة الكنيسة هي ينبوع التقديس لأبنائها الذين يعترفون كلُّهم بأنهم، على الأرض، خطأة، ويفتقرون دومًا إلى التوبة والتطهير. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 165]

ماذا يَعني أن تكون "الكَنيسَة سرّ الخَلاص الشَّامل"؟

هذا يعني أنها علامة وأداة المصالحة وشركة البشرية جمعاء مع الله، ووحدة الجنس البشري بأسره. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 152]

 

ماذا تعني عبارَة "لا خلاص خارج الكنيسة"؟

هذا يعني أنَّ كل خلاص يأتي من المسيح، الرأس، عن طريق الكنيسة التي هي جسده. فلا يستطيع الخلاص إذن أولئك الذين، مع علمهم بأنَّ الكنيسة قد أسسها المسيح وأنها ضرورية للخلاص، يأبون الدخول إليها أو الثبات فيها. ومن جهة أخرى إنَّ الذين يجهلون إنجيل المسيح وكنيسته على غير ذنب منهم، بل يطلبون الله بصدق، ويجتهدون بتأثير النعمة، أن يتمموا إرادته كما يمليها عليهم ضميرهم، فهؤلاء يمكنهم بنعمة المسيح وكنيسته أن ينالوا الخلاص الأبدي. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 171]

 

من ينتمي إلى الكنيسة الكاثوليكيّة؟

جميع الناس، ينتمون إلى وحدة شعب الله الكاثوليكية أو هم مدعوون إليها على وجوه مختلفة. وينتمي إلى الكنيسة الكاثوليكية انتماء تامًّا من كان فيه روح المسيح وارتبط بها برباط الاعتراف بالإيمان، وبالأسرار، والحكم الكنسي والشركة. والمُعَمَّدون الذين لا يحقِّقون تمامًا هذه الوحدة الكاثوليكيّة هم في نوع من الشركة، وإن كانت ناقصة، مع الكنيسة الكاثوليكية. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 168]

 

ما هي علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالشعب اليهودي؟

ترى الكنيسة الكاثوليكية علاقتها بالشعب اليهودي في واقع أنَّ الله اختار هذا الشعب، قبل جميع الآخرين، لقبول كلمته. وللشعب اليهودي "التَّبَنّي والمجد والعهود والتشريع والعبادة والمواعد والآباء، ومنهم المسيح من حيث إنه بشر، وهو فوق كل شيء: إله مبارك أبد الدهور" (رو، ٤ – ٥). والإيمان اليهودي، بخلاف الدّيانات الأخرى غير المسيحية، هو جواب عن وحي الله في العهد القديم. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 169]

ما هي العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والديانات الأخرى؟

إنها أوَّلًا علاقة أصل الجنس البشري كلّه وغايته. تعترف الكنيسة الكاثوليكية أنَّ ما في الديانات الأخرى من خير وحق هو من الله. إنَّه شعاع من حقيقته. وهذا بإمكانه التمهيد لقبول الإنجيل، والدفع إلى على وحدة الجنس البشري في الكنيسة الكاثوليكية. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 170]

 

كَيفَ تَنظُر الكنيسة إلى الأديان الأخرى؟

تَحتَرِمُ الكنيسة كلّ ما في الدّيانات من خير وحقّ. تَعتَبِرُ الحريَّة الدينيَّة كحقّ بَشَري وَتُشَجِّعُ عليها. رغمَ ذلك تعرف أنَّ يسوع المسيح هو مخلِّص جميع البشر الوحيد. وحده هو "الطريق والحقّ والحياة" (يو ١٤، ٦).

 

من يَبحَثْ دائِمًا عن الله يَكُن قريبًا منَّا نحنُ المسيحيين. دَرَجَة خاصَّة من "القرابَة" هي تُجاه المُسْلِمين. مِثلَ اليهوديَّة والمسيحيَّة ينتمي الإسلام إلى الدَّيانات المُوَحِّدَة (التَّوحيد)، يُكَرِّم المسلمون أيضًا الله الخالق وإبراهيم أبًا لإيمانهم. يعتبِرُ القرآن المسيحَ نَبِيًّا عَظيمًا ومريم أُمَّهُ أُمَّ نَبِيّ. تُعَلِّمُ الكنيسة أنَّ جميع البشر، الذين بدونِ ذَنبٍ خاصّ لَم يَعرِفوا المسيحَ وكنيسَتَه، لكنهم يبحثونَ عن الله باستقامة ويتبعون صوتَ ضميرِهِم، يمكنهم الحصول على الخلاص الأبديّ. لكن من عرف أنَّ يسوع المسيح هو "الطريق والحقّ والحياة" ويأبى أن يتبعَهُ، لن يَجِدَ الخلاصَ بطُرُقٍ أخرى. هذا ما كانَ يُعنى به بالعبارَة القائلَة "لا خَلاَص خارِج الكنيسَة". [يوكات 136]

ما هي مهمَّة الكنيسة؟

مهمَّة الكنيسة هي أن تجعل ملكوت الله الَّذي ابتدأ مع يسوع، يبذُر وينمو في الشُّعوب كلِّها.

 

أينما حلَّ يسوع، لامَسَت السَّماء الأرض: حلَّ ملكوت الله، ملكوت السلَّام والعدالَة. ألكنيسة تخدم ملكوت الله هذا. إنَّها ليسَت غايَة بِذاتِها. عليها أن تواصِل ما بدأ مع يسوع، عليها أن تعمل، كما لو كانَ يسوع يعمل. تواصِلُ علامات يسوع المقدّسة (أي الأسرار). إنَّها تواصِلُ نقل كلام يسوع. لذلك فإنَّ الكنيسة، مع كلّ ضعفها، هي جزءٌ قويٌّ من السَّماء على الأرض. [يوكات 123]

 

This is what the Church Fathers say

كُلّ مَن يَنفَصِلُ عن الكنيسة يَنفَصِلُ عَمَّا تَعِدُهُ للإنسان. هو يَكونُ غَريبًا: الله لا يقدرُ أن يكون أباه إذا لم تكن الكنيسة أمَّهُ. [القديس سيبريان، من كتاباتِهِ عَن وحدة الكنيسة الكاثوليكية، الفصل 6 (ML 4, 502)]