3.24 ما هي الليتورجيا (الطقوس)؟
تأتي كلمة "liturgy" (الطقوس) من اليونانيَّة وتعني الخدمة العامَّة. الطقوس هي "مجملُ الرموز والأناشيد والأفعال التي بها تُظهِر الكنيسة عبادتَها لله وتعبِّر عنها" (Dom Guéranger). في الطقوس نعبِّرُ عمَّا نؤمنُ بهِ [> 3.25] ، تمامًا كما تعبِّر لغةُ جسدِنا عما نعنيه. والأهمُّ من ذلك أنَّنا في اللّيتورجيا ننالُ نعمةَ الله [> 4.12] وحضورَه.
اللّيتورجيا هي أمرٌ أعظمُ منَّا، إنَّها متعلّقة بالله. طقوسُ الكنيسةِ الرومانيَّةِ الكاثوليكيَّة هي ذاتُها في جميعِ أنحاءِ العالَم. هذا يعني أنّه يمكنُك متابعة القدَّاسِ الإلهيّ في أيِّ مكان، حتَّى لو كنتَ لا تفهمُ اللغة: فإنَّ الإيماءاتِ والأفعالَ تظلّ كما هي. يمكنُ لتطبيق #TwGOD [> التطبيق] مساعدتُك في ذلك: فهو يحتوي على النصوصِ الموحَّدة للقدَّاس بالعديدِ من اللغات، لمساعدتِكَ على المشاركةِ في الطّقوس أينما كنت.
← إقرأ المزيدَ في الكتابِ [أطلبه في اللّغة العربيّة]
ما هي الليتورجيا؟
الليتورجيا هي خدمةُ الكنيسةِ الرسميّةِ لله.
الليتورجيا ليست حدثًا تحييه الأفكارُ الجيّدةُ والأناشيدُ الرائعة. والليتورجيا، لا تُصْنَع ولا تُخْتَرَع. بل هي نهجُ خدمة حيّ نما بقوّة الإيمان، منذ ألفي سنة. إذن، الليتورجيا هي حدثٌ مقدسٌ جديرٌ بالإحترام. وهي تشغفُنا بمقدارِ ما نشعر أن الله ذاته هو الحاضر من خلال علاماتِها المقدّسةِ وصلواتها العذبة، العريقة في القدم. [يوكات 167]
ما هو جوهرُ كلِّ ليتورجيا؟
إنّ الاحتفالَ الإفخارستيّ، وكلّ احتفال ليتورجي، هو عيدُ فصحٍ مصغَّر. فيسوعُ يحتفلُ معنا بانتقاله من الموت إلى الحياة، ويكشفه أمامَنا.
إنّ أهمّ حدثٍ ليتورجيّ على الأرض هو ليتورجيا الفصح، التي احتفا بها يسوعُ مع تلاميذه في أثناء العشاءِ السريّ عشيّة موته. فالرسلُ كانوا يظنّونَ أنّ يسوعَ يريد أن يحتفلَ بتحرير إسرائيلَ من مصر. لكنه احتفلَ بتحرير البشريّةِ جمعاءَ من سطوةِ الموت. ففي مصرَ قديمًا، حمى "دمُ الحمَل" الإسرائيليّين من ملاك الموت. أمّا الآن، فيسوعُ نفسُه صارَ الحمل، دمُه يخلّص البشريّة من الموت. وبالتالي، فموتُ يسوعَ وقيامتُه هما البرهانُ على أنّه بإمكاننا أن ننالَ الحياة، رغم خضوعِنا لسلطان الموت. هذا هو المضمونُ الحقُّ لكلِّ ليتورجيا مسيحيّة. ويسوعُ نفسه شبَّه موتّه وقيامتَه بتحريرِ إسرائيلَ من عبوديّةِ مصرَ. وهكذا، بعبارة "سرّ الفصح"، صرنا ندلُّ على الفعاليّة الخلاصيّة لموتِ يسوعَ وقيامتِه. وتيمُّنًا بدم الحمَل المخلّص لدى خروجِ الإسرائيليّين من مصر (خر 12)، صار يسوعُ الحملَ الفصحيَّ الحقّ، الذي حرّر البشريّةَ من قبضة الموتِ والخطيئة. [يوكات 171]
من هو ينبوعُ الليتورجيا الأساس؟
إن الله هو ينبوعُ الليتورجيا الأساس، فيه يكمنُ عيدُ الحبِّ الأبديّ السماويّ، عيد الآب والإبن والروح القدس. وبما أنّه محبّة، فهو يريد إشراكنا في عيد فرحه ومَدَّنا ببركته.
ليتورجيّاتُنا على هذه الأرض يجبُ أن تكونَ أعيادًا، تشعُّ جمالًا وقوّة : إنّها أعيادُ الآبِ الذي خلقنا، حيث تؤدّي ثمارُ الأرض (الخبزُ، الخمر، الزيت والنور، عطر البخور، الموسيقى المقدّسة والألوان الزاهية) دورًا كبيرًا. وأعيادُ الإبن الذي خلّصنا، فنبتهجُ بتحريرنا، وننتعشُ لدى سماعِ الكلمة، ونتشدّدُ بتناولنا القرابينَ الإفخارستيّة. وكذلك، أعيادُ الروح القدس الذي يحيا فينا. فنحصل، وبفضلِ تجمّعاتِنا المقدّسة، على غنى التعزيةِ، والمعرفةِ، والشجاعة، والقوّة، والبركة. [يوكات 170]
كيف يكون الآب مصدر الليترجيّا وغايتها؟
في الليترجيا يغمرنا الآب ببركاته في ابنه الذي تجسّد ومات وقام لأجلنا، وبه يفيض في قلوبنا الروح القدس. وفي الوقت عينه، تبارك الكنيسة الآب بالعبادة والتسبيح والشكر، وتلتمس عطيّة ابنه والروح القدس. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 221]
ما هو عمل المسيح في الليترجيّا؟
في الليترجيّا يعبِّر المسيح خصوصًا عن السرّ الفصحيّ ويحقّقه. وبإعطائه الروح القدس للرسل أعطاهم، هم وخلفاءَهم، سلطان تحقيق عمل الخلاص بالذبيحة الإفخارستيّة وبالأسرار، حيث يفعل هو نفسه لينيل نعمتَه للمؤمنين من جميع الأزمان وفي العالم كلّه. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 222]
كيف يعمل الروح القدس بالنسبة إلى الكنيسة؟
في الليترجيّا تتمّ أوثق مشاركة بين الروح القدس والكنيسة. فيُعدّ الروح القدس الكنيسة للقاء سيّدها، ويعيد ذكرى المسيح ويظهره لإيمان الجماعة. ويجعل سرّ المسيح حاضرًا ومُزامنًا لنا. ويضمّ الكنيسة إلى حياة المسيح ورسالته، ويُثمِّر عطيّة الشركة في الكنيسة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 223]
ما هي اللّيتورجيا؟ إذا فتحنا كتابَ التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة... يمكنُنا أن نقرأَ أنَّ كلمة "ليتورجيا" تعني في الأصل: "خدمة باسم الشعب/ نيابة عن الشعب". إذا استخدم اللاهوت المسيحي كلمةَ العالَمِ اليونانيّ هذه، فمن الواضح أنَّهُ فعلَ ذلكَ مفكّرًا بشعبِ الله الجديد المولود من المسيح الذي فتحَ ذراعيه على الصليب لتوحيدِ البشر في سلامِ الله الواحد. "خدمةٌ نيابة عن الشعب"، إنَّهُ شعبٌ لم يكنْ موجودًا بمفردِه، بل تأسَّسَ من خلالِ السرِّ الفصحيّ ليسوع المسيح. في الواقع، شعبُ الله لم ينشأ على أسسِ القرابةِ أو المكانِ أو البلد. لكنَّهُ يولدُ دائمًا من عملِ ابنِ الله ومن الشرِكة مع الآب التي يحصلُ عليها لنا. [البابا بنديكتوس السادس عشر، مقابلة عامَّة، 26 أيلول 2012]