2.38 ما كانت نتائج حركة الإصلاح؟
إنَّ بعض الحكّام والزّعماء رأوا في حَرَكة الإصلاح [>2.36] فرصةً جيّدةً كي يثوروا ضدّ البابا ونفوذه وكي يضَعوا حدًّا لتعيين الأساقفة من قِبَلِه وكي يتمّ تعيينهم مِن قِبَلِهِم. في هولَّندا، قادَت العلاقة المتوتِّرَة بين الكاثوليك والكالڤينيّين إلى حَربٍ مع إسبانيا (١٥٦٨ – ١٦٤٨) وإلى انشقاقٍ بين شمال هولندا الكالڤينيّ وجنوبها الكاثوليكيّ.
في اسكندينافيا، اعتَنَق الملوك مذهب لوثر وأسّسوا كنيسةً وطنية منه. اضّطُهِدَ الكاثوليك وحُظِرَتْ أيَّةُ أشكالِ عبادَةٍ غير لوثريّة حتّى القرن التاسع عشر. وللملاحَظة، لم تَكُن أوضاع المسيحييّن أفضل في البلدان الأوروبيّة الأخرى.
ذَنبُ زَمَن الإصلاح أنَّنا، في معظم الأحيان، لم نتمكن إلا من رؤية ما قَسَّمَنا، وفَشِلنْا فَشَلًا وجودِيًّا في فهم ما هو مشتركٌ بيننا، خاصَّةً فيما يتعلق بالإرثِ الكبير الَّذي أعطانا إيَّاه الكتاب المقدس والعقائد المسيحية الأساسيّة. بالنّسبة لي، إنّ الخطوة المسكونية العظيمة الَّتي قادَتنا إلى الأمام في العقود الأخيرة هي أنَّنا أصبَحنا متنبِّهين إلى الأرضية المشتركة الَّتي تَجمَعُنا وأنَّنا بُتنا نعترف بها بينما نصَلِّي وَنرَتّل معًا، بينما نلتصق بالتزامنا المشترَكَ بالرّوحِ المسيحيّة في تعاملنا مع العالم ونحملُ فيه شَهادَةً واحِدَةً للإلَهِ يسوع المسيح، باعتباره أسَاسَنَا المُشترك الَّذي لا يستطيع أحَدٌ أن ينتزعه منّا. [البابا بنديكتوس السادس عشر، خِطاب في إرفورت، ٢٣ أيلول ٢٠١١]