2.35 ما الأمر بشأن بيع الكنيسة للغفرانات كَتَذاكر إلى السّماء؟
يريدُ الله أن يتمكَّنَ كلّ إنسان من دخول الملكوت [>1.26]. أسَّسَ يسوع سرّ التَّوبة (الإعتراف) لكي نستطيع الحصول على مغفرة خطايانا بعد المعموديّة. لكي نَكون كُلِّيًّا بريئين من دنس الخطايا (أو بقاياها) عندَ اتِّحادنا بالله في الملكوت، يَتمّ التَّكفير عن هذه الخطايا في المَطهَر [>1.47].
بصورةٍ عاديّةٍ، مُنِحَت صكوك الغفران لِتَقليل الوقت الّذي يقضيه الشّخص في المطهر، صُكوكٌ مماثلة يمكن الحصول عليها فقط من البابا. مثلاً، كي تحصل على مغفرةٍ، يمكن أن يُنتَظَر منكَ أن تتلوَ بعض الصلوات، أو أن تقوم بعملِ خير، أو أن تحُجَّ الى الأراضي المقدّسة [>3.17]. الغفرانات بحدِّ ذاتها لم تكن هي المشكلة، فمبدأ الغفران هو رحمة الله وهذا أمر جميل. إلّا أنَّه، في العصور الوسطى، كان سوء استعمال الصكوك جدّيًّا وخطيئة، لقد تمّ بيع الصكوك "كتذاكر إلى الجنّة" (tickets!). وكان الإعتراض عليها مُبَرَّرًا كُلِّيًا.
إنَّ ممارسة متوازنة وسويّة للحصول على الغفران، سواء أكانت لأنفسِنا أو للموتى، يمكن أن تكون مفيدة لتقديرٍ مُتَجَدِّدٍ للعلاقة بين سرّ الإفخارستيّا وسرّ المصالحة. بهذه الطَّريقة يحصل المؤمن "أمام الله، على عفو من العقاب الزَّمني الّذي سَبَّبَتهُ خَطاياه المَغفورَة بالفعل"... بما أن شروط الحصول على الغفران تشمل المضيّ إلى كرسي الإعتراف وتَلَقِّي الشَّرِكة المُقَدَّسة (المُناولة)، يمكن لهذه الممارسة مسانَدَة المؤمنين بشكل فعال في رحلتهم نحو الارتداد وفي إعادة اكتشاف محورية الإفخارستيا في الحياة المسيحية. [البابا بنديكتوس السادس عشر، سرّ المحبّة، العدد ٢١]